'' ومن عبد الله بالخوف وحده فهو حروري '' ومعنى حروري أي خارجي، لأن الخوارج كانوا في مدينة إسمها حروراء قالت عائشة رضي الله عنها، لما سئلت{ : لِم تقضي الحائض الصيام ولا تقضي الصلاة: قالت أحرورية أنت؟} فهذا هو مذهب الخوارج بدع وابتداع، أي: تريدين أن تقيسي بعقلك وتقضين الصلاة أيضاً؟! فهذا ديننا، والدين لا نسأل فيه ولا نجادل، فالذين عبدوا الله بالخوف هم الخوارج فكانوا يقومون الليل، ويصومون النهار، ويقرءون القرآن، وكانت عبادتهم كما ذكر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للصحابه: {تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم، وقراءتكم إلى قراءتهم} فعندهم خوف فقط، ولا يوجد رجاء، أو محبه، فلم ينفعهم ذلك، وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية} إذا رميت الرمية واخترقها السهم وخرج منها.
فهم خرجوا من الدين ومرقوا من الدين.